السبت، 2 أبريل 2016

قوة-الآن..


الأمس ليس لك.. والغد غائب عنك

لابد وأن (واجهت) يوما في حياتك أناسا يعيشون في قفص ذهبي يدعى (الماضي)، هوايتهم تعطيل اللحظة الآنية للغوص في مشاهد لا تثمر عملا ولا تورث موعظة، وفي الجهة المقابلة نجد من يسابق الزمن ليعيش همًا لم يحن وقته بعد، يسبق الأحداث لينصب لنفسه تمثالا مستقبليا يلقي عليه التحية في ساحة الفكر، هي حالة تشبه الإدمان الذي يصعب الإقلاع عنه، إدمان التعلق بالماضي والخوف من المستقبل وقتل [الآن].

إن الحياة لوحة تشكل مجموع اللحظات التي عشتها وستعيشها، واللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال هي لحظة لم تحدث من قبل، ولن تحدث بعدُ حتى ولو أعدت القراءة في نفس المكان! إنها لحظة تحدث الآن فقط، ولا يمكن لك أن تكتشف أسرارها وخباياها إلا بقدر تحررك من أحزان الماضي وشكوك المستقبل.

فـ هي ليست دعوة للتملص من أخطاء الماضي ولا لتعتيم صورة المستقبل، بل هي انطلاقة في اللحظة الآنية بشجاعة وبكل ما أوتيت من خبرات الماضي وتجارب السابقين في مضمار الحياة ..

فقضية استثمار [الآن] هي من صميم شريعتنا الإسلامية دون أدنى شك، والأجمل من ذلك أن قوة وحينا تقتطع من حاضرنا سعادة تمتد للدار الآخرة، فخيرك الذي يصل الآخرين هنا تجده مضاعفا هناك، والدقيقة التي تسدي فيها الجميل هنا تصير سنوات هناك، كل هذه المعاني وغيرها نلمسها من طرف خفي في قول ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)؛ فالمعادلة واضحة: الأمس ليس لك، والغد غائب عنك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق